Sabtu, 21 Januari 2012

نظرية المعرفة و العلم فى التصوف


نظرية المعرفة و العلم فى التصوف[1]  
                                      Oleh: feriyadi[2]
المقدمة
إن المعرفة هى من أهم البحث الصوفى الذى يجب السلوك عليها لمن سلك الطريق الصوفى. وهى دور من ادوار الثلاثة الصوفية مع المخافة والمحبة. وقد اختلفت معناها العامة وبين معناها الصوفية. ولذلك حاولت هذه المقالة تبحث عن نظرية المعرفة فى التصوف من تعريفها و آراء بعض الصوفى عنها وموضعها فى التصوف.
 التعريف بالمعرفة
المعرفة مشتق من "عرف يعرف عرفا ومعرفة", معناها الإدراك او العلم. وفى الإصطلاحى انها العلم الذى لايقبل فيه شك ولاريب, قيل إنها الإدراك السر عن حقيقة الدين, وهى العلم العلو مما يعلمه العوام.[3] فعلى المستوى اللغوي: يرى ابن الخطيب أن المعرفة في اللغة، هي العلم، وأن كل علم معرفة، وكل معرفة علم، و"كل عالمٍ بالله عارف، وكل عارفٍ باللهِ عالمٌ" غير أن المعرفة تتعدى إلى الله، بنفس لفظها بخلاف العلم، فيقال: عَرَفَ الله، ولا يقال: علم الله.[4]
ويلاحظ هنا بدءاً، أن تعريف ابن الخطيب للمعرفة، فهي تعني أولاً: إدراك كل المعلومات، من علوم ومن حقائق، ظاهرية وغيرها. وتعني ثانياً: الاطلاع على أسرار حضرة الحق. ولذلك تجده كثيراً ما يستعمل لفظة "العارف" للتعبير عن المعنيين كليهما حسب السياق.[5]

وقد فطن نيكولسون الى اهمية ذى النون فى التصوف من هذه الناحية, فقال: فان ما يسميه بالمعرفة[6] الصوفية المعرفة بالله, ويعتبرونه من اخص صفاتهم يرادف فى اللغة اليونانية كلمة "Gnosis", التى معناها العلم بلا واسطة الناشئ من الكشف و الشهود. وقد عرفها هذا التعريف كثير من صوفية القرن الثالث. [7]    
آراء بعض الصوفية بالمعرفة
ويقسم الامام الكلاباذى المعرفة الى معرفتين: معرفة حق ومعرفة حقيقة, ومعرفة حق هى إثبات وحدانية الله تعالى على ماابرز من الصفات واما معرفة الحقيقة فهى معرفة العارف بعجزه عن الإدراك لإمتناع معرفة الله الصمد الذى لايمكن الإحاطة به تعالى فالعارف يشاهد السر من عظمة الله وتعظيم حقه وإجلال قدره ومعنى ذلك أن المعرفة تردد السر بين تعظيم حق الله عن الإحاطة به وإجلاله تعالى عن الإدراك. وقد سئل الجنيد عن المعرفة فقال: أن تعلم أن ما تصور فى قلبك عن الله أن الله بخلافه.[8]
وفى رسالة لذى النون عنوانها "الكلام على البسملة" نجده يقسم المعرفة الى ثلاثة أقسام: "معرفة الله على ثلاثة اوجه": معرفة التوحيد وهى لعامة المؤمنين والثانية معرفة الحجة والبيان والثالثة معرفة صفات الوحدانية والفردانية وهي لأولياء الله وأصفيائه.[9] ولما سئل ذو النون كيف عرف ربه؟ أجاب: عرفت ربى بربى ولولاربى لما عرفت ربى. ومع ذلك اعترف بأن أعرف الناس بالله تعالى أشدهم تجيرا فيه.[10]
قال ابو سعيد الخراز (ت 279هـ) هو احمد بن عيسى من بغداد: (كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل), فالعلم عنده دليل التعرف, فالعلم يدرك بتعريف الخلق و المعرفة يدرك بتعريف الحق حيث يقول (إن الله تعالى جعل دليلا عليه ليعرف, وجعل الحكمة رحمة منه عليهم ليؤلف, فالعلم دليل الى الله, و المعرفة دالة على الله, فبالعلم تنال المعلومات, وبالمعرفة تنال المعروفات والعلم بالتعلم و المعرفة بالتعرف و العلم يدرك بتعريف الخلق و المعرفة تقع بتعريف الحق.[11]
بعد ذلك ينتقل إلى ذكر أقوال لمشاهير الصوفية، اقتبس أغلبها من الرسالة القشيرية، يتحدث عن شروط المعرفة وعلاماتها، كالفناء والحيرة، والذهول، والجوع، والعري.[12]
وللمعرفة كذلك مقامات ثلاث:[13]
1)   معرفة أهل الجسوم: ومعرفتهم هي الإقرار بوجود الله، وعبادته من أجل الثواب، وتكون في مرتبة: الإسلام.
2)   معرفة أهل النفوس: وهي أن يسلبوا عن الله نقائص الكون. وقربهم قرب يقينٍ، وتكون في مرتبة: الإيمان.
3)   معرفة أهل العقول القدسية: وهي بأن يشهدوا معروفهم في جميع المتفرقات كلما شيئاً واحداً. ويسمعوا نطقاً واحداً ويشاهدوا تعريفاً واحداً، وتكون في مرتبة: الإحسان.
وعند الغزالى ان المعرفة هى العلم الذى لايمازجه شك ولايخالطه ريب, ولذلك قال إن الوسيلة للوصول اليها هى القلب وليس العقل ولاالحواس.
موضع المعرفة فى التصوف
ويذكر أن أهل التصوف اختلفوا في هذه المسألة بين رأيين. فمنهم من قال: إن المعرفة تسبق المحبة بالذات، إذ لا يُعقَل حب شيء إلا بعد معرفته، ومن ثم، فالمعرفة سبب للمحبة. ومنهم من قال بالعكس، لأن المعرفة آخر المقامات، ومنتهى الطريق إلى الله، فمعرفة الحق لا تكون إلا بقطع هذه الطريقة التي أولها: المحبة والإرادة، فإذا لم تتحقق المحبة أولاً، لم تتأت بعدها المعرفة.[14]
ويلاحظ ابن الخطيب أن هذه الإشكالية لم يُحسم فيها بشكل نهائي. ومن ثم، يقترح تصوراً توفيقياً لحلها:[15]
يسجل أولاً أن هذا الخلاف منشؤه: الخلط لدى أصحابه، بين معنيين للمعرفة:
1)  المعنى اللغوي: وهو تمييز الشيء من غيره، والعلم به بواسطة العين، أو الوصف في حالة الغيبة، أو الكتابة أو غير ذلك. وفي هذه الحالة، تكون المعرفة بالشيء، رهينة بما يعطيه ذلك المعنى من البيان.
2)  المعنى الاصطلاحي: وهو مقام من مقامات الصوفية. بل هو الثمرة المرجوة من المجاهدة.

التعريف بالعلم
أما العلم هو الغيب وطريقته الإستنباط ونتائجه ظنية؛ مصدر العلم هو الغيب وطريقته الوحي ونتائجه يقينية لاتقبل الشك وموضع العلم الظاهر هو كل ما يخضع للعقل وتتناوله الحواس فهو علم ذاتى مصدره عقل العارف، أما موضوع العلم الباطن فهو كل ما يكون من حق ينطوى عليه هذا الوجود الظاهر والعرف فيه واسطه فمصدره وراء الإنسان وقدرته[16].

الاختتام
من هذا البحث المتواضع أخذ الباحث أن المعرفة فى التصوف هى المعرفة بالله تعالى و الوسيلة للوصول اليها هى القلب وليس العقل ولاالحواس, ومفهومها أنها اليقين مظلقا بالحق و الحقيقة. تقع فى الموقع او الموضع الأعلى فى التصوف  تتصور من شروطها وعلاماتها:الفناء والحيرة، والذهول، والجوع، والعري. أما العلم كما قسمه الترمذى إلى قسمان: علم الظاهر وعلم الباطن، ويرى الترمذى بأن الإعتماد واحد من هذين يعد ناقصا ولا يؤدى إلى الغاية التي ينشدها بل لا بد أن يلتقي الطريقان معا.
 والله أعلم
المراجع
Drs. Totok Sumantoro, MA, Drs. Samsul Munir Amin. M. Ag, Kamus Ilmu Tasawwuf, (Amzah: Wonosobo), Cet. I, 2005
عبد الرحيم علمي بدري ,نظرية المعرفة في الفكر الصوفي, http://awu-dam.org/trath/70/turath70-009.htm
دكتور ابو الوفا الغنيمى التفتازانى, مدخل الى التصوف الإسلامى, (دار الثقافة: ألقاهرة), 1979
دكتور حسن الشرقاوى, معجم الفاظ الصوفية, (مؤسسة مختار: القاهرة), الطبعة الثانية, 1992
نيكولسون, الترجمة: ابو العلا العفيفى, فى التصوف الإسلامى وتاريخه, (لجنة التأليف والترجمة والتثر)
الدكتور عبد القادر محمود, الفلسفة الصوفية فى الإسلام "مصادرها ونظرياتها ومكانها من الدين والحياة", (دار الفكر العربى)
الحسينى: المعرفة عند الترمذى


[1] .al maqolah koddamaha feriyadi fi nadzriyati tasawuf wal ma’rifat wa farqu baenahuma.
[2] . mahasiswa fakultas Ushuluddin, prodi Aqidah Filsafat, Institut Studi Islam Darussalam, Ponorogo, semester 6 june 2011
[3] Drs. Totok Sumantoro, MA, Drs. Samsul Munir Amin. M. Ag, Kamus Ilmu Tasawwuf, (Amzah: Wonosobo), Cet. I, 2005, h. 139
[4]  عبد الرحيم علمي بدري ,نظرية المعرفة في الفكر الصوفي, http://awu-dam.org/trath/70/turath70-009.htm
[5] المرجع السابق
[6] لعل اول من تكلم فى المعرفة معروف الكرخى, المتوفى 200هـ وهو من اوائل الصوفية, ولكن اول من بحث فى المعرفة بحثا نظريا دقيقا هو ذو النون المصرى, وقد رأى أن غاية الحياة الصوفية الوصول الى المعرفة الذى تتجلى فيه الحقائق فيدركها الصوفى ادراكا ذوقيا لا أثر فيه للعقل ولا للرأية, وذلك لايكون الا لخاصة أهل الله الذين يرونها بأعين بصائرهم
[7] دكتور ابو الوفا الغنيمى التفتازانى, مدخل الى التصوف الإسلامى, (دار الثقافة: ألقاهرة), 1979, ص. 103
[8] دكتور حسن الشرقاوى, معجم الفاظ الصوفية, (مؤسسة مختار: القاهرة), الطبعة الثانية, 1992, ص. 206
[9] دكتور ابو الوفا الغنيمى التفتازانى, نفس المرجع, ص. 102
[10] نيكولسون, الترجمة: ابو العلا العفيفى, فى التصوف الإسلامى وتاريخه, (لجنة التأليف والترجمة والتثر), ص. 7
[11] الدكتور عبد القادر محمود, الفلسفة الصوفية فى الإسلام "مصادرها ونظرياتها ومكانها من الدين والحياة", (دار الفكر العربى), ص. 185-186
[12][12] عبد الرحيم علمي بدري, نفس المرجع
[13] المرجع السابق
[14] عبد الرحيم علمي بدري, نفس المرجع
[15] المرجع السابق
[16] .الحسينى: المعرفة عند الترمذى، ص148

Tidak ada komentar:

Posting Komentar